بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد الله، والصلاة السلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]سؤال يتعلق بحقيقة جواز جمع الصلاة?
بدأت المدن تترامى في أطرافها.. وبدأت المواصلات تأخذ وتستهلك منا كثيرا من الأوقات، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى بالإسلام كان الإسلام لكل الناس.. كان الإسلام لكل زمان.. كان الإسلام في كل مكان.. يعني نسق مفتوح.. قلبه مفتوح.. يعني الإسلام قلبه مفتوح مثلا لكل الناس، يعني لـ6 مليار إنسان الموجود على وجه الأرض.. تخيل أن الـ6 مليار إنسان لو كانوا مسلمين إذن لا بد عليهم أن يصلوا خمس صلوات في اليوم والليلة... الرجال، والنساء، والشيوخ، وأصحاب الأعمال...... وغيرهم، ولذلك لابد أن تتواءم أحكام الصلاة مع هذا الاتساع.
فالنبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنه، أنه جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء من غير عذر من مطر ولا مرض، فقالوا لابن عباس: لمَ فعل هذا؟ نحن نعلم طبعا أن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، والأصل فيها أن الخمس صلوات كل صلاة لها وقت، لكن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشان يوسّع على أمته صلى الظهر والعصر مرة مع بعض، من غير أي عذر هكذا، وصلى المغرب والعشاء من غير أي عذر؛ حتى يُعلِّم الأمة؛ لأنه هو الأسوة الحسنة، قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
ولذلك قالوا لابن عباس: لِمَ فعل هذا؟ قال: لكي لا يجعل على أمته من حرج. فإذا أصبحنا في عصرٍ المواصلات تأكل هذه الأوقات الكثيرة لا بد أن نتمسك بالصلاة.. فماذا نفعل؟
نأتي في وقت المغرب -حسب السؤال- وننوي جمعه مع العشاء، وأنا لست مسافرا؟ حتى ولو لم تكن مسافرا. يقول الإمام النووي في شرح مسلم: بشرط ألا يكون عادة، يعني أنا افعل هذا من أجل الحفاظ على الصلاة، فالسؤال محدد: هل أصلي في السيارة، أم أنتظر حتى أرجع إلى البيت؟ انتظر حتى ترجع إلى البيت، وانوِ جمع المغرب مع العشاء وأنت من الأتقياء الأنقياء المتبعين لسنة رسول الله؛ حيث فعل هذا من أجلك أنت، ومن أجل ألا يجعل عليك من حرج.
الدين واسع.. الدين قوي.. الدين ممتاز..
يأتي واحد ويقول لك: أبدا، اترك الشغل.. هذا لا يعلم في الإسلام شيئا.
واحد يقول: أعوذ بالله.. ما هذا؟ الشيخ يقول إنك تصلي الوقت في غير وقته؟ قل: أبدا.. الذي قال هذا هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي علمنا هذا؛ حتى يكون الإسلام قويا يكون الإسلام منتشرا في الأرض، ويكون الإسلام صالحا لكل زمان ومكان.. قال هذا من أجل القوة، والمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف.
شخص آخر تحت وطأة العمل وتحت وطأة الحياة يترك الصلاة، يترك المغرب والعشاء، ويترك هذا وهذا، لا.. سيدنا رسول الله جعلنا والحمد الله أقوياء، وهناك صور كثيرة جدا نحو هذا الموضوع؛ الطبيب الذي يعمل في العملية 12 ساعة و10 ساعات و7 ساعات هو له أن يصلي الظهر أربع ركعات ومعه العصر أربع ركعات، ثم يدخل في عملياته. أو إذا كان بادئ من الصبح لغاية قبل ما تغرب الشمس، يشتغل في العملية، وينقذ المريض، ويخفف عنه الآلام، ثم يجمع بين الظهر والعصر، كما أمرنا رسول الله..
الناس لا تعرف هذا الحكم وتستغربه، ولكن الدين فيه هذا الحكم، وفيه من سيدنا رسول الله، وهذا هو الذي جعل الله سبحانه الله وتعالى مصدرا للأحكام وللأخذ وللرد.. {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،،